القطاع العام بعد جائحة كورونا : الحاجة إلى خدمات عامة عصرية مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ( الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية .... )

الكاتب: نضال دويكات, صبري يعاقبة, بكر شتية
السنة: 2023

تسعى الحكومات حول العالم إلى ضمان استقرار تدفّق الخدمات ذات الأبعاد التنموية وعدم جعلها عرضةً للانقطاع بفعل أي جائحة أو كارثة أو أي أمر طارئ، الأمر الذي يتطلّب تعزيز قدرة التكنولوجيا الرقمية على الاستجابة للتحديات، والحد من التكاليف الاجتماعية المرتبطة بتأخير رقمنة الخدمات. وقد أفرزت جائحة كورونا تفاوتاً بين دول العالم في قدرتها وجهوزيتها على التحوّل السّلس إلى منظومة الخدمات العامة الرقمية للأنشطة التنموية ذات الالتصاق المباشر في الحياة اليومية للمواطنين. وفي الحالة الفلسطينية، أ دت جائحة كو ر ونا إلى تعطيل مناحي الحياة العامة في قطاعات عدة كغيرها من دول العالم، بما في ذلك الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والشركات والمؤسسات في معظم القطاعات، التي كان على رأسها الصحة ، والتعليم، والخدمات الاجتماعية. ولعل أحد أهم الأسباب التي فاقمت الأزمة هو الاستجابة البطيئة للتعامل مع الجائحة ، وغياب الجهوزية الرقمية، وضعف البنية التحتية الداعمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.


بدأت الدراسة في فصلها الثاني بمراجعة الأدبيات والتجارب العالمية في مجال التحوّل الرقمي في مجالات تقديم الخدمات العامة من قبل الحكومات للجمهور، وبخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، إضافة إلى استعراض آليات جسر الفجوات الرقمية على مستوى الجمهور، تمهيداً لإسقاطها على الفئات والتجمعات السكانية الفلسطينية(مدن، أرياف، مخيمات، النوع الاجتماعي، الفئات العمرية، مستوى التعليم) ومدى قدرتها على النفاذ إلى شبكات الإنترنت والخدمات الإلكترونية، وهو ما تم تناوله في الفصل الثالث، حيث أظهرت الإحصاءات الفلسطينية الحاجة إلى جسر بعض الفجوات الرقمية، من خلال رفع قدرات فئات الإناث، وسكان المخيمات، وقطاع غزة، وكبار السن، وذوي التحصيل العلمي المنخفض، على النفاذ واستخدام شبكة الإنترنت.

تحميل الملف