تعليق عدد من الدول تمويل الأونروا يفاقم من مخاطر وآثار الإبادة الجماعية للحرب الإسرائيلية على غزة
تصريح صادر عن مدير عام معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس)، رجا الخالدي
منذ العام 2021، خصص معهد "ماس" جزءا من عمله البحثي المعمق والموجه لأصحاب المصلحة، لدراسة أزمة تمويل الأونروا، سعيا للمساهمة في النقاش حول استدامة مصادر تمويل الوكالة، والتي كانت تعاني من ضغوطات مالية وسياسية لسنوات عديدة. ركزت الأوراق البحثية التي أعدها المعهد بالخصوص على النماذج الجديدة المبتكرة لتأمين تمويل للأونروا وعلى ضمان وجود صوت يمثل لاجئي فلسطين في القرارات المتعلقة بمستقبل الوكالة.
على ضوء قرار الولايات المتحدة وسبع دول أخرى حتى الآن، والتي كانت من الداعمين الرئيسيين لموازنة الأونروا على مدى عقود عديدة، تعليق تمويل الوكالة - قبل إجراء أي تحقيق رسمي- استجابة لادعاءات استخبارية إسرائيلية بتورط بعض موظفي الأونروا في هجوم الـ7 من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس، أود توضيح التالي:
- لطالما قامت إسرائيل على مدار السنوات السابقة بمحاولة تشويه سمعة الأونروا باتهامات شتى لا أساس لها من الصحة، الأمر الذي أدى إلى معاداة عواصم الدول المانحة للوكالة، ومضايقتها قانونيا وتشريعيا.
- منذ زمن طويل وإسرائيل تدعو إلى ضرورة حل الوكالة وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود فلسطين وعلى حساب دول أخرى.
- منذ بداية حرب أكتوبر، تشير التقارير إلى أن إسرائيل استهدفت وقتلت 142 من موظفي الأونروا (وبعض أفراد أسرهم)؛
- إن توقيت إصدار هذه الادعاءات المستندة للتحقيقات الإسرائيلية، سواء ثبت صحتها أم لا، يهدف إلى تقويض الدور الأساسي للأمم المتحدة في التصدي للأزمة الإنسانية الماثلة أمامنا، والتبجح الإسرائيلي برفض المحاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
- نظرا لطبيعة نموذج تمويل الأونروا غير المستقر وغير الثابت الذي طالما درسنا سبل مبتكرة لتعزيزه، وإقراراً بدورها الأساسي في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين ولأكثر من 1.8 مليون نازح في قطاع غزة، فإن قطع التمويل عن الوكالة في مثل هذا الوقت الحرج يشكل تهديدا مضاعفا لحياة الفلسطينيين الذين يواجهون أصلا خطر الإبادة الجماعية.
- نشعر بالفزع كون هذه الدول نفسها فشلت في الوقت ذاته في اتخاذ أي إجراء ضد حكومة إسرائيل لضمان إنفاذ حكم محكمة العدل الدولية الذي نص بوضوح على وجود خطر ممكن بأن يواجه الفلسطينيون إبادة جماعية.
- يعد تراجع هذه الدول عن تقديم الدعم للأونروا في هذا الوقت الحرج، تشجيعاً لإسرائيل على حرمان الفلسطينيين المتعمد من الخدمات والضروريات الأساسية وفي تهديدهم بالتهجير القسري.
- لا يمكن لأي ذا ضمير حي في جميع أنحاء العالم التزام الصمت امام هذا الاستغلال الفظ والسافر للمساعدات الإنسانية كسلاح لمحاربة أحد أهم الوكالات التي تعمل على حماية حياة لاجئي فلسطين.
- بالتأكيد فإن جميع الفلسطينيين يجمعون على ضرورة دعم الأونروا في جهودها للحفاظ على عملياتها الإنسانية لمواجهة مثل هذه الهجمات المشبوهة، كما ونؤكد على الثقة في نزاهة الوكالة وشفافيتها في خدمة قضية نبيلة.
- على ضوء البيان الصادر عن المفوض العام للأونروا، على الدول المانحة إعادة النظر في قرارها واستئناف تمويلها للأونروا على الفور.